احسان "قصة قصيرة"

يحكى أن امرأة عجوزا قررت ان تزوج ابنها الوحيد، فاختارت له واحدة من اجمل والطف بنات القرية، ومع مرور الأيام
 دبت الخلافات المعتادة بين الحماة والزوجة، ودائما كان الابن يتوسل زوجته ان تصبر وانه لا يستطيع ان يطرد أمه، 
فقررت الزوجة التخلص منها دون ترك أثر او شبهة، فلجات إلى أحد العطارين فاعطاها سما بطيء المفعول وطمانها ان
 العجوز ستموت بعد شهر من شربها له، وانها ستعيش هذا الشهر دون ان تظهر عليها أية أعراض، وبعد انقضائه ستمرض
 وتتقطع امعائها وتموت بسرعة، وأوصى العروس ان تحسن معاملتها حتى تبتعد عنها الشبهات، وكذلك كان، دست لها
 السم في الحليب وظلت تعاملها كانها امها وتسارع إلى تنفيذ اوامرها وتصبر على مر كلامها ولاترد بأدنى كلمة، فما كان 
من العجوز إلا ان احبتها واصبحت تعاملها بالمثل كأنها ابنتها، ونشأت بينهما علاقة ود واحترام متبادلين، فندمت الزوجة
 على ما فعلته وعلمت ان الشهر قد شارف على نهايته وان حماتها المحبوبة ستموت بسببها، فذهبت مجددا إلى العطار وهي
 تبكي وترجوه ان يعطيها ترياقا مضادا للسم، لانها اصبحت تحب حماتها ولاتقوي على فراقها، فما كان منه الا ان صدمها
 بخبر عجيب، وهو ان السم الذي اعطاها اياه ليس سما ولا شيء ضارا بل هو دواء مفيد، ولكنه أراد ان يعطيها درسا مفاده
 أن كثير من الناس لا يرون إلا عيوب الغير وسوء معاملتهم له، ويتغاضون عن عيوبهم، وان قليلا من التغيير في معاملتنا
 للآخر كفيل بجعله يحبنا ويعاملنا بالحسنى.

احسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الناس احسان .